حين قدمت إلى سآو باولو، في منتصف العام الماضي، تكرر على مسامعي اسم (تومي أوهاتاكي) مراراً..ولأن سآوباولو مدينة تضم أكثر من ثلاثة ملايين ياباني، لم أستنكر الإسم الذي لايمت للبرتغالية بصلة.
ولكن مالم أعلمه في تلك اللحظة، هو هوية الشخص الحامل للإسم.. وجدت الإسم مدرج في منشور إعلاني حوى بورتريه للفنانة المكسيكية الشهيرة فريدا كاهلو، انتشر في شوارع العاصمة الإقتصادية كثيراً أواخر العام الماضي، ولأني كنت مشغولة مع ترتيبات النقل وضائعة في المدينة الكبيرة لم أتوقف للحظة للبحث في الأمر..
الإسبوع الماضي، علمت عن معرض مؤقت يُقام لبيكاسو في معهد تومي أوهاتاكي..وهناك تعرفت على تلك الفنانة المدهشة وقصتها العجيبة وفنها البديع..
تومي أوهاتاكي، هي امرأة يابانية قدمت إلى البرازيل في ثلاثينيات القرن الماضي، لزيارة لأخيها وعمرها لايتجاوز الثلاثة وعشرين سنة.. لكنها تخلفت عن العودة إلى موطنها بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية..فانتهت الزيارة التي كانت من المقرر أن تكون قصيرة جداً، بإقامتها في البرازيل حتى وفاتها مطلع العام الماضي عن عمر يناهز الـ101 سنة
العجيب في قصة تومي أوهاتاكي هي بدئها لمشوارها الفني في سن متأخرة، رسمت للمرة الأولى وهي في التاسعة والثلاثين بعد زيارة لمعرض فنان ياباني يدعي كيسوكي سوجانو، وأقيم أول معرض لها للفن التجريدي في سآوباولو وعمرها أربع وأربعين سنة..
شاركت الفنانة في معارض عالمية عدة.. كما أنها تلقت عدة أوسمة تكريمية لكونها أحد أشهر أعلام الهجرة اليابانية للبرازيل وأبرز فناني العصر الحديث، ساهمت أوهاتاكي في تزيين شوارع البرازيل بالتماثيل الفنية المنحوتة، لعل من أشهرها اهذا المعلم المُقام في مدينة سانتوش.
كسرت أوهاتاكي القاعدة القائلة بأن اكتشاف المواهب وصقلها يبدأ في سن مبكرة، مابين سن الطفولة والمراهقة، وشقّت طريقها بنجاح حتى تم .تصنيفها كأحد أشهر أعلام الفن البرازيلي الحديث ، واستمرت في الرسم حتى آخر يوم من حياتها
أُقيم معهد تومي أوهاتاكي، وهو أحد أشهر الأماكن في سآوباولو، تكريماً لها، ويستضيف المعهد الفني معارض فنية عالمية ويخدم المهتمين بالفن.